نعم هي معجــــزة

صنفان من البشر لا ثلاث بينهما.....

الأول يصنع معجزة و الآخر لا يؤمن بالمعجزات........

و المعجزة هنا ليست كمعجزات الأنبياء و إنما هي معجزة إذا ما قيست برفض الآخر التصديق بحدوثها.

نعم هي معجزة عندما يحوّل شخص ما لا تعرفه دمعتك إلى ابتسامة تعرف طريقها إلى شفتيك وسط الدموع.

نعم هي معجزة عندما يقابلك شخص ما بعد إساءتك إليه بالإحسان.

نعم هي معجزة عندما تجد من البشر من يطبب جروحك بعد غدر الحبيب.

نعم هي معجزة عندما تقع في مصيبة فتجد أخاً لك لم تلده أمك واقفاً معك فيها.

نعم هي معجزات يرفض البعض اعتبارها كذلك لمجرد أنه لا يستطيع أن يًقدمَ عليها.

نعم هي معجزات لا معجزة في زمن أصبح البشر لا يؤمنون إلا بمعجزة المال فقط....

في زمن انتصرت فيه و لو لحين النظرية القارونية مع أن كل الشواهد و القرائن قديماً و في عصرنا الحالي تبرهن على فشلها و فشل كل من اعتقد بها قلباً و قالباً...

و من لا يصدق فليسألْ الأزمة الاقتصادية المالية العالمية...

و ليسألْ أرباب البنوك.. و Wall street ..و اليونان و أسبانيا و إيطاليا غيرها..

و قد يقول قائل ما في هذا المقام نحن يا سيدي بشر و لسنا ملائكة.

نعم نحن بشر و لسنا ملائكة غير أننا نملك ما لا تملكه الملائكة و هي الإرادة الحرة و فعل ما نشاء ...

فلمَ نبخل على أنفسنا أولاً و على الآخرين ...؟

فلمَ لا نضحك ...و نُضحك..؟

و لمَ لا نسعد و نُسعد..؟

لمَ علينا إذا ما بكينا أن يبكي الآخرون ..؟

و إذا ما حزنا أن يحزن الآخرون..

لمَ علينا أن نذيق غيرنا من كؤوسنا المترعة بالأسى و المرارة..؟

و لمَ علينا أن نتحمل جور الربا و قسوة الفوائد...؟

لمَ لا نكون كما أرادنا ربنا أن نكون....؟

لمَ لا نكون رحمة مهداة أسوة بنبي الرحمة صلى الله عليه و سلم...؟

أليس ربنا هو من قال: ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله و اليوم الآخر و ذكر الله كثيراً ) الأحزاب 21

أليس ربنا هو من قال: ( ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك و بينه عداوة كأنه ولي حميم ) فصلت 34

أليس ربنا هو من قال: ( يمحق الله الربا و يربي الصدقات ) البقرة276

المصدر/ منتدى هنى القلوب