جلست ذات مساءا ... لأتنفس هواءا ..
فإذا بى أرى ضوءا ساطعا ... من السماء هابطا ..
فألتفت إليه فإذا بى أرى ضوء القمر ..
وحوله الكثير من النجوم ..
ورأيت السماء حالكة السواد ..
ورأيت القمر فى شدة البياض ..
وكأنه منيرا .. فإذا بى رأيت الجو وكأنه نهارا ..
مع انه مساءا .. فقد كانت السماء منارة بضوء القمر ..
فتعجبت كثيرا .. لجماله الباهر .. وضوءه الساطع ..
وشكله الرائع ..
جلست لفترة أنظر إليه وكأننى أحاكيه ..
وكأننى أشكى له ما بصدرى من كلام ..
وما بعقلى من أفكار .. وما بقلبى من شعور .
شعرت وكأنه يحاكينى .. ويتحدث معى ..
جاوبنى على أسألتى .. وهدأ أفكارى ..
ريح بالى .. فقد شعرت بأن حملا ثقيلا قد أزيل من عقلى ..
أن ثقلا عملاقا قد أزيح من قلبى ...
وأن ثورة عارمة قد سكنت ببالى ...
فهذا كان قمرى .. حينها تصادقنا .. وتواعدنا ..
على أن نبقى سويا .. لنعطى ضويا ..ولا نفترق أبديا
بقينا للكثير من الوقت ينظر كلا منا للاخر ..
نتحاكى قلبا .. نتحدث بلا صوتا .. ونسمع صمتا ..
فوجدته يشبهنى .. وشعرت بأنه يلاحقنى ..
فلا يريد قرب النجوم منه .. ويريد البقاء بمفرده ..
فهذه كانت أرادتى فى بعد البشر عنى ..
وشدة حبى فى أن ابقى بمفردى ..
لأحاكى قمرى .. وأناجى قلبى ..